ابدأ رحلة طفلك التعليمية!

هل تصرخون في وجه أطفالكم؟

يقول أحدهم:

” أحياناً أقوم بالصراخ على أطفالي.. بالرغم من أنني أحاول قدر الإمكان أن لا أفعل، ولكنهم يجبروني على ذلك ! وأعرف جيداً أن هذا الأمر قد يلازمني طوال فترة التربية. كما أعلم أن هذه مرحلة صعبة في حياتي كأب، ليس استسلاماً أو ضعفاً مني، بل هو واقع يجب أن أتعايش معه مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا يحدث بشكل مستمر. “

لنفترض أنكم فقدتم أعصابكم لوهلة، وقمتم بالصراخ على طفلكم، ماذا عليكم أن تفعلوا الآن؟

لا بد أن تكونوا واقعيين بعض الشيء، ستقومون بالصراخ على طفلكم بين الفينة والأخرى، وهذا أمر واقع لا محالة. بالتأكيد هو ليس شيئاً تفخرون به أو تعتبرونه عادة لا بد منها، لا بل على العكس، هو أمر وارد الحدوث كما أسلفنا، وعند حدوثه، يجب أن تخرُجوا من هذا الموقف بأقل الخسائر وأن لا تتركوا شرخاً في نفسية طفلكم.

هنا، نطرح عليكم بعض النصائح التي ستساعدكم أن تتعاملوا مع هذا الموقف بالشكل الأفضل:

إهدأوا.

على الأغلب، أنتم تصرخون في وجه طفلكم لأنكم تعانون من اضطراباتٍ نفسية مؤقتة كالإرتباك أو الإحباط أو تعرضكم لموقف سلبي غلّف يومكم بطابع سلبي. ولكن لأجل المعلومة فقط، هذه المشاعر السلبية لن تختفي بمجرد تفريغكم لغضبكم من خلال الصراخ في وجه أطفالكم! بل على العكس تماماً، فقط تزداد الأمور سوءاً شيئاً فشيئا.

ستضيفون حتماً إلى ارتباككم وإحباطكم، الشعور بالذنب، فاعلموا جيداً أن هذا الأمر لن يُجدي نفعاً على الإطلاق.

لذا، عليكم بالتأنّي وفصل المشاعر التي صاحبتكم خلال نهاركم خارج المنزل، عن تعاملكم مع أطفالكم داخله.

من الصحّي جداً، أن تخبروا أطفالكم أنكم بحاجة دقيقة لتصفية ذهنكم قبل فعل أي شيء أو الإقدام على أي تصرف أو قرار. وبهذا ستكونون قد علمتم طفلكم التروّي بطريقة غير مباشرة.

اعتذروا.

إن حدث وقمتم بالصراخ في وجه طفلكم، وبعد أن تكونوا قد هدأتم.. الآن حان وقت الاعتذار.

اعتذروا لأطفالكم عن الصراخ، عن شعورهم بالخوف جراء ذلك، عن تعكيركم لصفوهم بشكل أو بآخر. اعتذروا لأنكم لم تتعاملوا بالشكل الأفضل في هذا الظرف.

عليكم أن تخبروا أطفالكم في هذه اللحظة أنكم جميعاً بشر، والبشر يرتكبون الأخطاء والهفوات. ويتخذون قراراتٍ خاطئة وأن البشر يفقدون أعصابهم أيضاً. ولكن بالمقابل، عندما تحدث هذه الأمور، علينا أن نتحمل مسؤولية أفعالنا ونعتذر. فالاعتذار لا ينقص منّا شيئاً.

فسّروا.

بعد الاعتذار، لا بد لكم أن تقوموا بالتفسير والتوضيح لأطفالكم.

اشرحوا أسباب غضبكم في تلك اللحظة، لأنه من الوارد جداً أن يُساء فهمكم وأن يُفسر غضبكم بشكل خاطئ وظالم في أغلب الأحيان.

لذلك، عليكم أن تفسروا سبب عدم سيطرتكم على الموقف بالشكل السليم وأنكم فقدتم أعصابكم في تلك اللحظة.

لن يدرك طفلكم أنكم مررتم بيومٍ عصيب وأحداثٍ سلبيةٍ طوال اليوم، لذا وجب عليكم هنا التوضيح والتفسير له.

كما يجب عليكم أن توضحوا له ما هي الطريقة الأفضل التي كان من الممكن أن تكون الأنسب من جميع النواحي. لتتعلموا وأطفالكم الطريقة المُثلى في المرات المقبلة.

حاولوا مرة أخرى.

الصراخ ثم الهدوء ثم الاعتذار ثم تفسير ما حصل، لن يجعل المشكلة تختفي إلى الأبد! لذلك، يجب أن تمنحوا نفسكم وأطفالكم فرصة أخرى لتصلحوا الأمور بالشكل الأمثل.

من أفضل الطرق لهذه المشكلة، أن تقوموا بفتح حوارٍ هادئ ولطيف مع أطفالكم لحل المشكلة ووضع أسس وحلول مساعدة في حال واجهتكم مشاكل أخرى فيما بعد.

كما أنكم بعد ذلك، ستكونون بحاجة حوار مع أنفسكم وتسليط الضوء على النقاط التي تزعجكم وتثير غضبكم ووضع حلول للتعامل معها للحد من وقوع المشاكل فيما بعد واستبدال التصرفات السلبية بأخرى إيجابية.

لا تجلدوا ذاتكم.

بدلاً من جلد الذات وإحساسكم بالذنب جراء قيامكم بالصراخ في وجه طفلكم، أعطوا نفسكم فرصةً ولا تهوّلوا الأمور ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا يتكرر هذا الأمر كثيراً.

فجميعنا نخطئ، وجميعنا قد نكرر ذات الخطأ أكثر من مرة، ولكن الأهم أن نتعلم من هذه الأخطاء ونخرج منها بأقل الخسائر وأكثر الفوائد. وتذكروا دائماً أنكم آباءٌ وأماتٌ رائعون، وأنكم ستبذلون ما بوسعكم لجعل أطفالكم الأفضل دائماً وأبداً.

قد يعجبك أيضا