ابدأ رحلة طفلك التعليمية!

ما هو الأهم: أن تربي طفلاً “مستقلاً” أم “يتحمل المسؤولية”؟

“أنا لوحدي سأقوم به!” قالت ابنتي بثقة عندما عرضت عليها مساعدة في لبس حذاءها، كانت هذه عبارتها الجديدة المفضلة، وإحدى العبارات القليلة جدًا التي أتقنتها.
.
ابتعدت وتركتها تواصل المحاولة، وعندما لم تتمكن من إدخال الحذاء في قدمها، دمدت قليلاً بينما واصلت المثابرة.
.
أرادت أن تفعل كل شيء بنفسها، ارتداء الملابس، تنظيف أسنانها، غسل يديها، كل شيء.
.
ربما أردت أن تكون ما يسميه البعض طفلاً مستقلاً بشكل مفرط.
.
حيث يُظهر بعض الأطفال ميول استقلالية في وقت مبكر، في حين سيتيح لك الآخرون بكل سرور القيام بكل الأشياء من أجلهم لأطول فترة ممكنة.
.
لكن الاستقلال وحده ليس ما يحتاج أطفالنا إلى تعلمه.
.
ما يحتاجونه هو التوجيه لاتخاذ قرارات جيدة لأنفسهم، لتعلم مهارات حل المشكلات، والاعتماد على الذات، وهذا له علاقة كبيرة بتحمل المسؤولية.
.
لنلقي نظرة على تعريف الاستقلالية، وهي أن:
  • لا تخضع لسيطرة الآخرين
  • لا تطلب المساعدة أو تعتمد على الآخرين
  • عدم البحث في آراء الآخرين، أو طلب توجيه سلوك منهم
.
الآن ، هل أطفالنا جاهزون حقًا للاستقلال في سن الثانية؟ أو حتى سن العاشرة؟
بناء على التعريف أعلاه ، بكل تأكيد ليس بعد!!
.
إن تعليم أطفالنا تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، هو جزء من مساعدتهم ليصبحوا أشخاصاً مستقلين غداً.
.
الآن ، دعونا نلقي نظرة على تعريف تحمل المسؤولية:
  • يبرر سلوكه عند سؤاله
  • قادر على تحمل نتائج سلوكه والتزاماته
  • قادر على الاختيار بين الصواب والخطأ
.
إذاً نحن نريد لأطفالنا أن يكونوا قادرين على اتخاذ خيارات جيدة وتبرير والإجابة عن أفعالهم، فتعليمهم تحمل المسؤولية يضع الأساس لطفل سينمو ليصبح بالغًا مستقلاً.
.
عندما نقول إننا نريد أن نرى أطفالنا مستقلين، فإننا نريدهم أن يتعلموا القيام بالأشياء بأنفسهم، لكن توجيههم وتعليمهم اتخاذ خيارات جيدة، والحصول على أخلاق جيدة، والإجابة عن اختياراتهم هو ما يحتاجه الأطفال ليصبحوا مستقلين حقًا.
.
وقد يعرف الأطفال بشكل غريزي كيف يكونون مستقلين، لكنهم لا يعرفون غريزيًا كيف يتحملون المسؤولية.
.
فإذا تركت طفلتي البالغة من العمر عامين، والتي تكرر عبارة ” أنا لوحدي سأقوم به!” تفعل كل ما تستطيع بنفسها، هل تعتبرها طفلة مستقلة؟ ممكن!
لكن هل بإمكانها تحمل المسؤولية؟ على الاغلب لا
 ولن تصبح كذلك حتى أقوم أنا كأم بدوري في تعليمها فن اتخاذ القرارات، وتحمل المسؤولية التي ستؤدي إلى الاستقلالية فيما بعد.
.
وهذا يستغرق بعض الوقت، خطوة بخطوة، ويحتاج إلى إظهار القدوة، ويحتاج إلى السماح للأطفال بارتكاب أخطائهم وتوجيههم للتعلم من أخطائهم.
.
بدون مسؤولية، فالاستقلالية بكل بساطة منقوصة.
قد يعجبك أيضا