ابدأ رحلة طفلك التعليمية!

كيف أدرب طفلي على التعامل مع المتنمرين؟

قد يحدث في الأسرة الواحدة أن يتم مضايقة الأطفال من قبل أخ أو صديق إما بغرض المزاح أو التقرب منه أو ما يمر به الإخوة بشكل عام، ولا يكون ضارًا عادةً عند القيام به بطريقة مرحة وودية ومتبادلة، ولكن عندما تتحول المضايقة إلى أمر مؤلم، وغير لطيف، وبشكل مستمر، فإنه يتحول إلى تنمر، وهنا يجب علينا إيقافه.

.

هناك الكثير من الأسباب التي قد تجعل الشخص متنمراً وهي كثيرة منها النفسية ومنها السلوكية ومنها ما يتعلق بالأسرة، ولكننا هنا لسنا بصدد شرح الأسباب، ولكن سنتناول طرق تعليم الطفل تجاوز التنمر والتعامل معه.

.

غالبًا ما يكون الأطفال مترددين في إخبار البالغين عن التنمر الذي يتعرضون له، لأنهم يشعرون بالحرج والخجل من حدوث ذلك، أو القلق من أن والديهم سيصابون بخيبة أمل أو انزعاج أو غضب، فإذا حصل أن أخبركم طفلكم عن تعرضه  للتنمر، فيجب عليكم أن تستمعوا له بكل هدوء وأن تقدموا له جواً يشعره بالراحة والدعم.

.

معظم الأهالي سيحاولون التصرف فوراً للمساعدة على إيقاف التنمر الواقع على طفلهم، إذا أمكن، ولكن يجب عليكم بداية التعرف على كطرق لمساعدة طفلهم على التأقلم مع الإثارة أو التنمر أو النميمة، وتقليل تأثيره الدائم، وحتى إذا لم تكن البلطجة مشكلة في منزلكم الآن، فمن المهم مناقشتها حتى يكون أطفالكم مستعدين إذا حدث ذلك.

.

بالنسبة لبعض الآباء، قد يكون من المغري إخبار الطفل أن يرد القتال بالقتال، والعنف بالعنف، لأنه بعد كل ذلك، فهم يشعرون بالغضب لأن طفلهم يعاني، وهذا ما تعلموه في صغرهم عندما كان يقال لهم “دافعوا عن أنفسكم”، أو قد يكون دافعهم القلق من أن طفلهم سوف يستمر في المعاناة على يد المتنمر، ويعتقدون أن القتال هو الطريقة الوحيدة لوضع حد للتنمر.

.

ولكن من المهم أن تنصح الأطفال بعدم الرد على المتنمر عن طريق القتال أو رد التنمر بالتنمر، لأن ذلك ممكن أن يتصاعد بسرعة إلى عنف ومشاكل ويؤدي إلى إصابات وأمور لا تحمد عقباها، وبدلاً من ذلك، من الأفضل إخبار الطفل أن يبتعد عن الموقف وأن يصاحب آخرين وأن يخبر شخصاً بالغاً بالموقف الذي حصل.

.

وفيما يلي بعض الاستراتيجيات الأخرى التي يمكن مناقشتها مع الأطفال والتي يمكن أن تساعد في تحسين الموقف وجعلهم يشعرون بتحسن:

.

1. تجنب التنمر واستعن بتجمعات الأصدقاء، استخدم حمامًا مختلفًا إذا كان المتنمر قريباً منه، ولا تذهب إلى مكان لوحدك عندما لا يكون هناك أحد، وتأكد من وجود شخص معك حتى لا تكون وحيدًا مع المتنمر، اصطحب صديقًا في الحافلة أو في الممرات أو في العطلة – أينما كان المتنمر، واعرض أن تفعل الشيء نفسه مع صديق لتكون له دعم ويكون هو بدوره دعم لك.

.

2. لا تطلق غضبك، من الطبيعي أن تنزعج من الشخص المتنمر، لكن هذا ما يريده هؤلاء المتنمرون، فهو يجعلهم يشعرون بأنهم أكثر قوة، لذلك تدرب على ألا يكون رد فعلك هو البكاء أو الاحمرار أو الانزعاج، وهذا يتطلب الكثير من التدريب، لكنها مهارة مفيدة للابتعاد عن الباحثين عن التنمر، وفي بعض الأحيان يجد الأطفال أنه من المفيد ممارسة استراتيجيات “تهدئة” مثل العد إلى 10 ، أو كتابة كلماتهم الغاضبة، أو أخذ نفس عميق، أو الابتعاد، وفي كثير من الأحيان يكون أفضل شيء للقيام به هو تعليم الأطفال إظهار “وجه القناع” حتى يتخلصوا من أي خطر (مثل الابتسام أو الضحك للتنمر).

.

3. تصرف بشجاعة، ابتعد، وتجاهل المتنمر، أخبره بحزم ووضوح أن يتوقف، ثم ابتعد، تدرب على طرق لتجاهل الملاحظات المؤذية، مثل التصرف دون اهتمام أو مراسلة شخص ما على هاتفك الخلوي، لأنه بتجاهل المتنمّر، أنت تظهر أنك لا تهتم، وفي النهاية، من المحتمل أن يشعر المتنمّر بالملل من محاولة إزعاجك.

.

4. أخبر شخصًا بالغًا، يمكن للمعلمين والمديرين والآباء وموظفي النظافة في المدرسة مساعدة الطفل في إيقاف المتنمر.

.

5. تكلم عنه، تحدث إلى شخص تثق به، مثل مستشار التوجيه أو المعلم أو الأشقاء أو الأصدقاء، قد يقدمون بعض الاقتراحات المفيدة، وحتى إذا لم يتمكنوا من إصلاح الموقف، فقد يساعدك ذلك على عدم الشعور بالوحدة قليلاً.

.

يمكن أن يؤدي التعرض للتنمر من قبل الطفل إلى التقليل من ثقة الطفل في نفسه، وللمساعدة في استعادة ثقته في نفسه، شجعوا أطفالكم على قضاء الوقت مع الأصدقاء الذين لديهم تأثير إيجابي عليهم، والمشاركة في النوادي أو التدريبات الرياضية أو أي أنشطة ممتعة أخرى تبني القوة والصداقات.
قد يعجبك أيضا