ابدأ رحلة طفلك التعليمية!

سلسلة: (احذر.. قد يكون طفلك نرجسياً!)

الجزء الأول

مفهوم (الطفل النرجسي)

هل صادفتم من قبل ذاك الطفل الذي يتعامل مع الآخرين وكأن الكرة الأرضية كلها تدور حوله، وكأنه هو مركز الكون؟ ذاك الطفل الذي يعتقد بأنه أفضل من الجميع ويحمل في داخله صورةً مبالغاً فيها لأهمية ذاته، صاحب المتطلبات الدائمة التي لا تنتهي أبداً، الذي يعتقد بأنه لا يمكن أن يُخطئ ولا يعترف مطلقاً بإخفاقه وفشله بل يضع اللوم دوماً على الآخرين، الذي يتمتع بصفاتٍ متفردة – كما يعتقد – تجعله الأهم والأفضل والمستحق للمدح والثناء طوال الوقت.

إذا كانت هذه الصفات تخص أحد أطفالكم فأنتم معنيون بقراءة هذه المقالة.

هذه الصفات تقودنا إلى ما يسمى (الشخصية النرجسية) والتي قد تتواجد عند أطفالنا ولكننا نغفل عنها أو نظن أنها مجرد صفات طفولية ستنتهي بانتهاء مرحلة الطفولة، فنحن نعلم أن الأطفال عموماً لديهم الشعور بالأهمية والأنانية البريئة ويحبون المدح والثناء من ذويهم، لكن لا بدّ لنا من التحقق إن كانت هذه الصفات هي طفولة بريئة أم نرجسية عتيدة.


ما هي الصفات المميزة للطفل النرجسي؟

  • الطفل النرجسي يحمل في داخله تصوراً خاطئاً عن نفسه، فعادةً ما تكون الأنا مضخمة عنده ويشعر بأن لديه صفات مميزة – قد لا تكون كذلك بالفعل- تجعله أفضل من الآخرين ومستحق لمعاملة خاصة
  • يتغذى الطفل النرجسي على الثناء والإعجاب ويحتاج له دوماً لتعزيز الشعور بأهميته وثقته بنفسه، كما يعتقد بأن تلقي المديح هو حقٌ له، ومن الممكن أن ينهي علاقته مع من لا يشبع له هذه الحاجة
  • لا يشعر بالامتنان للمعاملة الحسنة التي يتلقاها من والديه ومقدمي الرعاية، وليس عنده تعاطف تجاه الآخرين ومشاعرهم
  • طلباته كثيرة دون مراعاة لإمكانية تحقيقها من قبل والديه ويعتقد بأحقية حصوله على كل ما يطلبه
  • غير مستعد لتحمل مسؤولية أفعاله وتحمل تبعات تصرفاته، وعادةً ما يلقي باللوم على الآخرين بسبب فشله في أمر ما، ولا يعترف بنقاط ضعفه أو بأن السبب الحقيقي لفشله نابع منه وليس ممن حوله
  • يتجنب التواصل البصري المباشر مع من يكلمه، كتعبير منه على أن من يكلمه لا يتمتع بالأهمية التي يتمتع بها هو
  • يرفض الطفل النرجسي تلقي الأوامر من الآخرين ويرفض فكرة أنهم يملكون السلطة والتحكم
  • مع أن الطفل النرجسي يبدو متعاظماً بنفسه أمام الآخرين إلا أنه يمتلك نفسية هشة من الداخل، حيث أنه لا يتقبل النقد – ولو كان بناءً – أبداً وكثيراً ما يؤثر هذا في نفسه بشكلٍ مبالغ، وقد يؤدي مواجهة أحدهم له بانتقاد ما إلى دخوله في نوبة غضب وشعوره بالإهانة الشديدة، حيث أن نفسه الداخلية يلفها الفراغ والضعف، ولا يمكن لها أن تقوى وتكون ذات قيمة بالنسبة له إلا إذا أُشبعت بعبارات الإعجاب والثناء والتفرد
  • يُضمر هذا الطفل مشاعر الحسد تجاه الآخرين ويشعر بالنقص والتقليل من شأنه إذا تم توجيه الثناء والمدح لغيره، أو إذا حقق الآخرون النجاح دونه
  • قد تصدر منه سلوكيات عدائية تجاه الآخرين مثل سب الآخرين أو ضربهم إذا شعر بأنهم يخطفون الأضواء والاهتمام منه، وقد يقوم بالسرقة في بعض الأحيان لشعوره بأنه هو من يستحق الشيء الذي سرقه وليس الآخر الأقل منه أهمية
  • لدى الطفل النرجسي صعوبة في تكوين الصداقات مع باقي الأطفال والاستمرار فيها، نظراً للطريقة التي يتعامل بها مع غيره ومشاعر الحسد للآخرين والتصرفات العدائية التي يمارسها
  • صاحب طبيعة استغلالية في صداقاته: (قدِم لي المديح ولبِّ لي كل طلباتي أو سأتخلى عن علاقتي بك)
  • عادةً ما ينسب النجاحات إلى نفسه، فلو شارك مثلاً في لعبة كرة قدم وكان الفوز حليفاً لفريقه سيردد بأنه هو السبب في نجاح الفريق وليس التعاون والتكامل بين الفريق كله
  • قد يخاطب الآخرين بكلمات جارحة وانتقادات لاذعة غير آبهٍ بمشاعرهم وبتأثير ما يقوله عليهم
  • في المدرسة يحاول الطفل النرجسي الاستحواذ على الاهتمام وتسليط الأضواء عليه، فقد يرتدي قناع الطالب المثالي الذي يرفع يده عند كل سؤال ويصحح أخطاء الطلاب الآخرين وهو في الخفاء يكيد لهم ويلحق الضرر بهم متى سنحت له الفرصة، وقد يكون الطالب المؤذي المتنمر الذي يلحق الأذى بباقي الطلاب دون أي شعور بالتعاطف تجاههم


قد ينتابنا كآباء وأمهات القليل من الحيرة لبعض هذه الصفات، فكيف نفرق بين صفات حب الذات الطفولية الطبيعية وبين الصفات النرجسية؟

إليكم هذا الجدول لتوضيح الفكرة:

الطفل النرجسي الطفل العادي
يسعى للاهتمام كحق له، دون أن يُعرب عن امتنانه لوالديه لكونهم لطفاء معه يتوق إلى الاهتمام لكنه يتناسب مع عمره، ويكون ممتن لوالديه لهذا الاهتمام ومقدر له
يعتقد أنه عظيم وأن الآخرين أقل منه يطمح إلى أن يكون عظيماً و يلعب بعض الأدوار كبطل خارق، لكنه يعرف أن هذا ليس صحيحاً
لديه توقعات عالية وغير معقولة لما يجب أن يقدمه له الآخرين احتياجاته واقعية وممكن تلبيتها
لديه صعوبة في تكوين صداقات والحفاظ عليها يكوٍّن صداقات ولديه علاقة جيدة مع العائلة

أظن أنه قد تشكلت لدينا الآن صورة واضحة عن ماهية الطفل النرجسي، ولكن هل نحن كآباء وأمهات السبب في تكون هذه الشخصية؟ وهل يمكن لنا تغييرها ومعالجتها؟ وما هي الأساليب التي يجب اتباعها مع الطفل النرجسي؟

تابعونا…


هديل قاسم

الجزء الثاني


المصدر: www.narcissistabusesupport.com