هل فقدت هدوءك مع أطفالك اليوم؟ وهل شعرت بالذنب تجاههم، ووبختَ نفسك مراراً وتكراراً على ذلك؟ لا تقلق فهذا يحدث معنا كلنا، لأننا لسنا آباءً مثاليينَ، وهؤلاء غير موجودين حقيقةً، نحن إنسانيون وفي كثير من الأحيان نترك مشاعرنا تتحكم بنا.
وبالرغم أن جعل أطفالنا يتعاونون معنا مهم جداً للتربيةِ، ولكن هذه فقط نصف القصة، لأننا كآباء وأمهات بالطبع نمثل التصرف الذي نتوقعه من أطفالنا، ليس علينا أن نقوم بها بشكل مثالي، ولكن في أحيانٍ كثيرةٍ فإن لهجتنا تمثل لهجتهم، وبالتأكيد قرأتم المثل القائل:
“الطريقة التي نتكلم بها مع أطفالنا ستكون صوتهم الداخلي مستقبلاً”
لذلك إذا أردنا من أطفالنا أن يصبحوا أكثر هدوءً وألا يدخلوا في نوبات الغضب، يجب علينا أن نتعلم أن نضبط تصرفاتنا وانفعالاتنا عند تعاملنا معهم، وأن نسعى لأن نكون أكثر هدوءً.
وفيما يلي خمس تصرفات يمكن القيام بها لتصبح أكثر هدوءً:
- تعرف على غضبك واضبطه
عندما يقوم طفلك بعملٍ خاطئٍ، فهذا من وجهة نظرك مزعج جداً، مع علمك التام أنهم يتصرفون كذلك بحكم عمرهم، ولكن غضبك يتملكك، وهنا يجب عليك أن تمسك نفسك وتضبط غضبك حالاً، بالطبع يجب أن تنزعج من تصرف طفلك، ولكن بحكم الخبرة فإنك أكثر شخص تعلم أن الغضب لن يحل المسألة، ولكنه سيجعل كل ما تقوله أكثر سوءً.
- استمع، قبل أن تتكلم
عادة ما نفترض أموراً قبل أن نسمح لأطفالنا أن يعبروا عن وجهة نظرهم حول الأمر، وفي كثير من الأحيان حتى أسخف وأكثر التصرفات إزعاجاً يكون لها أسبابٌ بريئة، فطفلك كان عنده فضولٌ بشأن النبتة التي سقطت، أو كان طفلك يريد أن يكتشف كيف يعمل المقص، والنتيجة النهائية ربما تكون كارثية بالنسبة لك، ولكن نواياهم بالتأكيد لم تكن من أجل إغضابك!!
لقد تعلمت من الخبرة أنه حتى أسوأ السيناريوهات، بسؤال طفلك عنها تبدو بسيطةً، وبالطبع بعدها يجب أن تخبرهم لماذا يجب ألا يفعلوا ذلك مرة أخرى، ولكن الاستماع لوجهة نظرهم حول تصرفهم ستساعدك بكل تأكيدٍ أن تهدأ غضبك، بل وتمنع طفلك من كونه أكثر تمرداً.
- أجِّل ردة فعلك
لا يمكن لأي شخص أن يتحول من الغضب إلى الهدوء في لحظة، لذلك خذ نفساً عميقاً وغير مكانك الذي كنت فيه إذا اضررت لذلك، الأهم ألا تتصرف وأنت غاضب، أعط نفسك القليل من الوقت لتسيطر على تصرفاتك، وقرر كيف تريد أن تتصرف، فإذا تعودت على ذلك ستصبح سيطرتك على غضبك أكثر سهولة، وسيصبح تصرفك مع أطفالك أكثر لطفاً، ولكن تذكر أن تضع وتطبق القوانين مع أطفالك، ضع حدودا لأطفالك لا يجب عليهم تخطيها، ودعهم يتعرفوا على عواقب عدم تطبيقها.
- تحدث من خلال مشاعرك
ليس فقط الأطفال مفروض بهم أن يتواصلوا من خلال مشاعرهم، كذلك الآباء يجب عليهم أن يكونوا أكثر انفتاحاً مع أطفالهم حول مدى السوء الذي يشعرون به من تصرف أطفالهم الخاطئ، وهذا طبعاً يجب أن يعتمد على عمر الطفل، ولكن إخبار الأطفال عن شعورك، حتى وإن غضبت، يفتح الأبواب للتواصل معهم، وفي أوقات كثيرة قمت أنا بالاعتذار لأطفالي عندما شعرت أن غضبي زاد عن حده ولم يكن بمستوى الخطأ الذي ارتكبوه، كنت أوضح لهم الخطأ الغير مقبول بشكل يفهمونه، ولكن أعترف بخطئي إن كنت المخطئ.
- أعطِ نفسك وقتاً لتنقية تفكيرك
عندما يكون رأسك مليئاً بالأفكار والهموم بالتأكيد لن يكون حكمك على الأمور منطقياً، وهنا بالضبط يجب أن تأخذ فترة قصيرة للراحة وتنقية تفكيرك من الروتين، وأن تحاول أن تهدأ وترتاح، وربما يسمح لك جدولك بـ 20 إلى 30 دقيقة فقط، فاستغلها في كيفية جعل يومك أفضل وأقل توتراً، وربما تحتاج إلى تغيير الروتين فهذا يجعلك تشعر بشكل أفضل، ومهما فعلت، لا تنس التركيز على سعادتكم وراحتكم وما فيه صالحكم.